القرين .. حقيقته وبعض التسائلات حوله

ما هو القرين ؟ ولماذا سمي القرين بالقرين ؟ وهل من فرق بين القرين والصاحب ؟
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
قال الشوكاني : قوله ( فإن معه القرين ) في القاموس : " القرين " : المقارن ، والصاحب ، والشيطان المقرون بالإنسان لا يفارقه ، وهو المراد هنا . [نيل الأوطار: 3 / 7] . فالمراد بالقرين هو الشيطان المقارن للانسان.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين : القرين هو شيطان مسلط على الإنسان بإذن الله عز وجل يأمره بالفحشاء ونهاه عن المعروف كما قال الله عز وجل (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) ولكن إذا منَّ الله على العبد بقلب سليم صادق متجه إلى الله عز وجل مريد للآخرة مؤثر لها على الدنيا فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان نزغ فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم كما أمر الله , قال الله تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) (فتاوى نور على الدرب/ فتاوى التوحيد والعقيدة).
والفرق بين الصاحب والقرين: أن الصحبة تفيد إنتفاع أحد الصاحبين بالآخر ولهذا يستعمل في الآدميين خاصة فيقال صحب زيد عمرا ، ولا يقال صحب النجم النجم أو الدابة الدابة.
أما المقارنة فتفيد قيام أحد القرينين مع الآخر وجريه على طريقته وإن لم ينفعه ومن ثم قيل قران النجوم، وقيل للبعيرين يشد أحدهما إلى الآخر بحبل "قرينان". [الفروق اللغوية 308]

اللغة تقول أن القرين هو الذي تتطابق صفاته مع المقارن به , لكن في الحقيقة لا مطابقة بين الإنسان وبين قرينه ؟ فنحن بشر والقرين شيطان فأين المقارنة ؟!
ليس الأمر كما تقولين, فالقرين في اللغة يستخدم في معان مختلفة:
1- يستخدم في الازدواج, أي جَمعِ شيءٍ إلى شيء, أي أن يُقرن بينهما.
2- ويستخدم في الاطاقة والاستطاعة: فيقولون فلان مُقْرِنٌ لكذا، أي مطيقٌ له. قال الله تعالى: [سُبْحَانَ الَّذي سَخَّرَ لنا هذا وما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ]
3- والقَرِينة: نَفْس الإنسان، كأنهما قد تقارَنَا.
4- وقَرِينةُ الرَّجُلِ: امرأتُه. [مقاييس اللغة: 5/77]
إذا ليس بالضرورة أن يكون القرين مطابق لصفات المقارن به.
فيكون تسمية الشيطان بالقرين مأخوذ من المعنى الأول وهو الجمع بين شيئين وان اختلفت حقيقة كل منهما, وهنا قد تم الجمع بين الشيطان والإنسان فهم قرناء, بل هي التسمية الصحيحة لهذا العلاقة بين الشيطان والإنسان, لأنه لا نفع فيها, لأنه سبق أن تبين معنا أن المقارنة تفيد قيام أحد القرينين مع الآخر وجريه على طريقته وإن لم ينفعه, أما الصاحب فهو الذي ينفع صاحبه, والشيطان بلا شك لا ينفع الإنسان لأنه يأمره بالشر ولذلك سمي قرينا.

كم قرين للإنسان ؟
لكل إنسان قرينان: قرين الملائكة , وقرين من الشياطين :
روى أحمد بن حنبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وما من أحد منكم إلاّ وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ولكن الله تعالى أعانني عليه فلا يأمرني إلاّ بحق ) وفي رواية ( ما من أحد إلاّ وقد وكل به قرينه من الجن قالوا: وأنت يا رسول الله قال : وأنا إلاّ أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فليس يأمرني إلاّ بخير ) انفرد بإخراجه مسلم

هل لظاهرة التشبه أصل في الشريعة الإسلامية ؟ أي هل يمكن أن يتشبه الشيطان في صورة الإنس ؟
قد يتشكل الشيطان في صورة انس, فقد حدث مع أبي هريرة حينما ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على تمر الصدقة: فعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : وَكَّلَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَام، فَأخَذْتُهُ فقُلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : إنِّي مُحْتَاجٌ ، وَعَليَّ عِيَالٌ ، وَبِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأصْبَحْتُ ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( يَا أَبَا هُريرة ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ؟ )) قُلْتُ : يَا رسول الله ، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالاً ، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ . فَقَالَ : (( أمَا إنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ )) فَعَرَفْتُ أنَّهُ سَيَعُودُ ، لقولِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَرَصَدْتُهُ ، فَجاء يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ ، فَقُلتُ : لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم –قال ذلك ثلاثِ مَرَّاتٍ فقال في الثالثة: فَقَالَ : دَعْنِي فَإنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا ، قُلْتُ : مَا هُنَّ ؟ قَالَ : إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ ، فَإنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ الله حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ ، فَأصْبَحْتُ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (( أمَا إنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ )) قُلْتُ : لاَ . قَالَ : (( ذَاكَ شَيْطَانٌ )) رواه البخاري
قال العيني في شرحه للبخاري: "هذا يدل على أن الشياطين والجن يتشكلون في غير صورهم ، كما تتشكل الملائكة في هيئة الآدميين". [عمدة القاري شرح صحيح البخاري]

هل يمكن للقرين من الجن أن يسلم كما أسلم قرين النبي صلى الله عليه وسلم ؟
حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينه مِنْ الْجِنّ , قَالُوا : وَإِيَّاكَ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّه أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ ) قد وقع الاختلاف في معنى قوله "فأسلم":
منهم من قال أنها بمعنى : أَسْلَمُ أَنَا مِنْ شَرّه وَفِتْنَته
ومنهم من قَالَ : إِنَّ الْقَرِين أَسْلَمَ , مِنْ الإِسْلام وَصَارَ مُؤْمِنًا
وقال أبو نعيم الأصبهاني في [دلائل النبوة 1/185] "قيل أسلم أي آمن ، فيكون عليه السلام مختصا بإسلام قرينه وإيمانه".
وعلى هذا يكون إسلام القرين من خصائص النبي صلَّى الله عليه وسلَّم .
وعليه فإنه لا يشرع للمسلم أن يدعو الله بإسلام قرينه ؛ لأن هذا اعتداء في الدعاء بسؤال الله ما هو من خصائصه صلى الله عليه وسلَّم ، ولأن الصحابة وهم أحرص الناس على الخير وأقرب إليه منا لم يُنقل عنهم الدعاء والتوجه لله حتى يسلم قرناؤهم من الجن ، ولا استعانوا بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلَّم لما سمعوا منه ذلك الحديث. [فتاوى الإسلام سؤال وجواب]
والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين ، فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه ، ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله ، والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على الباطل ، وتشجيعه على الباطل ، وعلى تثبيطه عن الخير.

قال تعالى: { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } هل الشيطان في الآية هو نفسه القرين فيسلطه الله على الإنسان ؟ أم انه شيطان آخر ؟
نعم, هو نفسه فإنه واضح من الآية (نقيض له شيطانا فهو له قرين) إذا هو نفسه لكن يمكن التفريق بين القرين وغيره من الشياطين من جنود إبليس:
أولا: الذي يتبين من النظر في أدلة الكتاب والسنَّة أن لا عمل للقرين إلا الوسوسة والإغواء والإضلال ، وبحسب قوة إيمان العبد يضعف كيد الشيطان القرين ، وأنه ليس هناك عمل حسي آخر للشيطان ، وتنتهي مهمة هذا القرين بموت المسلم ، ولا ندري عن مصيره بعدها .
ثانيا: لا يقتصر دور إبليس وجنوده مع بني آدم على وسوسة القرين التي سبق بيانها ، وإنما لإبليس أعوان آخرون ، يقومون بوظائف مختلفة ، وكل ما ذكر في السؤال من تصرفات لإبليس وجنده ، ليس فيها ما يدل على أنها من عمل القرين الخاص الموكل بكل شخص .
فالشيطان الذي يوسوس للإنسان في صلاته ليس هو القرين ، بل هو شيطان خاص لهذا الأمر ، وقد سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم " خِنْزَب " – بفتح الخاء أو كسرها - ، وليس هو الذي يعقد على قافية المسلم قبل نومه ثلاث عُقَد – كما في الصحيحين - ، وليس هو الذي يبول في أذن من نام الليل كله حتى أصبح – كما في الصحيحين - ، وهكذا في مسائل كثيرة ، فكل أولئك جنود لإبليس – على الراجح - ابتلى الله تعالى بهم المسلمين ، وأمرهم بالاستعاذة منهم ، واتخاذهم أعداء ، وأما القرين فله الوسوسة والإغواء لا غير .
ثالثا: مما يصلح أن يكون من فعل القرين – احتمالاً قويّاً - هو ما ذكره الأخ السائل من دفع القرين للمقترن به ليمرَّ بين يدي المصلي ، فقد جاء النصٌّ الصحيح على هذا أنه من فعل القرين ، وهذا ليس خارجاً عمّا ذكرنا من أعمال القرين من الوسوسة والتزيين والإغواء .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّى فَلاَ يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ ) . رواه مسلم ( 506 ) . [موقع الإسلام سؤال وجواب]

هل يعين الله سبحانه وتعالى الشيطان "القرين" على الإنسان ؟
لا , وإنما حذر منه ومن وسائله وخطواته في الإغواء قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف27]

ما هي طبيعة النفس ؟ بمعنى: هل حديث النفس بالسوء الذي يجده الإنسان في نفسه أو ما يسمى "بصوت النفس" هو نفسه حديث القرين بالسوء أم غيره ؟
النفس الأمارة بالسوء هي نفس الإنسان التي بين جنبيه، وليس قرينه، فالقرين شيطان وله نفس خبيثة. قال تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْلَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ( [الزخرف:36]. والله أعلم.
[من فتاوى الشبكة الإسلامية]

هل يمكن أن ينفصل القرين عنا ولو مؤقتا لفترة من الزمن ؟
هو بلا شك يضعف تأثيره بمداومة ذكر الله والإقبال على الله بالطاعات والصالحات وعدم الانجرار وراء خطواته واقتراف المعاصي.
وقد جاء في هذا المعنى -وان كان الحديث متعلق بالشيطان عموما وليس مخصوص بالقرين الا انه قد يستفاد منه ما يبين أن صرفه أو صرف كيده ممكن ومستطاع بعون الله-: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي الأذان أقبل فإذا ثوب أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى ) رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس " . رواه البخاري تعليقا
والثاني أكثر صراحة بهذه الفائدة إن صح الحديث.

هل يموت القرين إذا مات الإنسان ؟ أم يذهب لإنسان آخر ؟
قال ابن عثيمين رحمه الله: وأما كونه أي هذا القرين يمتد إلى أن يكون مع الإنسان في قبره فلا فالظاهر والله أعلم أنه بموت الإنسان يفارقه لأن مهمته التي كان مسخراً لها قد انتهت إذ أن الإنسان إذا مات انقطع عمله كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). (فتاوى نور على الدرب/ فتاوى التوحيد والعقيدة)

وهل يمكن أن يموت قبل الإنسان فيتولاه قرين آخر ؟
إن هذا الموضوع مما لا يمكن الجزم فيه بشيء إلا إذا وجد نص يدل عليه، لأنه متعلق بأمور الغيب التي لا تثبت إلا بالوحي، والظاهر أن القرين والكتبة بعد موت الإنسان يذهبون حيث شاء الله.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن الملكين الذين كان صاحبهما مؤمنا يجلسان عند قبره يستغفران له ويذكران الله ويكتب ذلك للميت.
وذكر بعضهم احتمال أنهم يكلفون بشخص آخر، ولا نعلم شيئا يفيدصحة شيء من هذا، وبالتالي، فإن الأولى هو التوقف حتى نجد دليلا من نصوص الوحي.
[فتاوى الشبكة الإسلامية]

وللعلم فإنه وجه سؤال لعلماء اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية والإفتاء في المملكة العربية السعودية برآسة الشيخ ابن باز رحمه الله سؤالا يتضمن حكم الاستعانة بالقرين في علاج الأمراض بالإضافة إلى أسئلة مشابهة لما تسألين عنها, ومنها:
السؤال هو : إن معلوماتنا عن القرين قليلة جدا لعدم وجود الأثر الكافي الذي يتحدث عنه ، فمثلا : هل هو داخل الجسد أم خارجه ، وما هي مدة بقائه مع المريض ( الإنسان ) ، وهل لكل إنسان قرين واحد أم إنه ممكن أن يتبدل في فترة من الفترات ، وهل يبقى ملازم مع الإنسان أم أنه يتركه في أحيان ويعود إليه ؟ وفي مرات عديدة جدّاً يذكر أن عمره ( القرين ) أصغر من عمر المريض .
فأجابت اللجنة عن الشق الأول من السؤال وتركت الباقي دون إجابة, فأجابت عن حكم الاستعانة بالقرين في العلاج والرقى بأنه لا يجوز لأنه من الاستعانة بالجن وهو شرك.
ولم تجب اللجنة على بقية الأسئلة ولعل ذلك لأن هذه الأسئلة متعلق بأمر غيبي , ولأنه لم يأتي فيها أدلة تبين ذلك , وأنها مما لا فائده في الخوض فيه ؛ فسكتوا عن الإجابة . والله أعلم
فعلى المسلم ألا يلتفت إلى مثل هذه التساؤلات التي قد يكون منشأها الشيطان ليلبس على الإنسان دينه ويخلط عليه أمره, فلا بد أن نقول (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) كما في قوله تعالى واصفا الراسخين في العلم وإقلاعهم عن الخوض في ما لا علم لهم فيه أو فيما فيه تشابه: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (*) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة: (اتركوني ما تركتكم ، فإذا حدثتكم فخذوا عني ، فإنما هلك من كان قبلكم ، بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم) .
فلننتهي عن التفتيش عما لم يأت به القرآن ولا السنة ولم تبعث به الرسل .
والله اعلم .. وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. والحمد لله رب العالمين

عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 24/12/2011

ما شاء الله
بارك الله فيك أستاذنا

كنت قد سئلت مرة عن التوفيق بين القرين الذي هو ملازم لكل إنسان كما جاء في الحديث
وقول الله عز وجل ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين
ولم أتمكن من الإجابة عن السؤال

والآن قد عرفنا الجواب الشافي بفضل الله ثم جهودكم
أسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين
وغفر الله لك